أحيانًا، لا يكون سبب الرغبة في الانفصال هو ضرر واضح كالضرب أو الهجر، بل قد يكون شعورًا داخليًا عميقًا بعدم القبول أو “الكره”، أو الخوف من عدم القدرة على القيام بالواجبات الزوجية.
فإذا كنتِ تشعرين بأنكِ لا تطيقين العيش مع زوجكِ وتخشين ظلمه بسبب هذا الشعور، فاعلمي أن النظام السعودي يتفهم هذا الموقف ويوفر لكِ مخرجًا.
في هذا الدليل، سنشرح لكِ سببين مهمين لطلب الفسخ يتعلقان برغبتكِ الشخصية، وهما “الكره” و “خشية عدم أداء الحقوق الزوجية“، والأهم من ذلك، سنجيب على السؤال الجوهري: ماذا عن المهر في هذه الحالة؟
السبب الأول: فسخ النكاح بسبب الكره وعدم القبول
الكره أو النفور هو شعور شخصي قد ينشأ بسبب عدم التوافق الفكري أو النفسي، أو بسبب تراكمات تجعل استمرار الحياة الزوجية مستحيلًا بالنسبة لكِ، حتى لو كان الزوج نفسه غير مقصر بشكل واضح، وهذا هو الفارق الجوهري بين هذه الحالة وحالات [الفسخ بسبب الضرر]، التي يكون فيها الخطأ من جانب الزوج هو الأساس في الدعوى.
هل “الكره” سبب معتبر نظامًا؟
نعم، بكل تأكيد؛ لقد أقرت المحكمة العليا في المملكة هذا السبب في المبدأ القضائي رقم (541)، الذي نص على أن:
“طلب الزوجة فسخ النكاح كرهًا لزوجها، وعدم إطاقتها العيش معه، سبب معتبر شرعًا، حين الخشية من عدم إقامة حدود الله -سبحانه- وأداء الحقوق الزوجية بسبب ذلك“.
هذا المبدأ يعني أن مجرد كرهكِ لزوجكِ وعدم قدرتكِ على العيش معه يعتبر سببًا كافيًا لطلب الفسخ، والهدف هو تجنب ظلم الزوج أو التقصير في حقوقه بسبب هذا النفور.
السبب الثاني: الفسخ لخشية عدم أداء الحقوق الزوجية (المادة 28)
هذا سبب جديد ومهم جدًا تم إقراره في لائحة نظام الأحوال الشخصية، وهو يسهل الأمر كثيرًا على الزوجة التي ترغب في الانفصال بدون وجود خطأ من الزوج.
حيث نصت المادة (28) من لائحة نظام الأحوال الشخصية على أنه:
“للمحكمة فسخ عقد الزواج متى طالبت الزوجة به، لخشيتها عدم أداء الحقوق الزوجية، وامتناع الزوج عن طلاقها أو مخالعتها، على أن تعيد ما قبضته من المهر“.
ماذا تعني هذه المادة ببساطة؟
هذه المادة هي الحل المباشر لكِ إذا كنتِ:
- تخشين أنكِ لن تستطيعي أداء حقوق زوجكِ الشرعية عليه (بسبب الكره أو أي سبب شخصي آخر).
- حاولتِ الحصول على الطلاق أو الخلع، لكن الزوج رفض، وهنا يأتي دوركِ في اتخاذ الخطوة التالية و[رفع دعوى فسخ النكاح] بنفسك أمام المحكمة.
في هذه الحالة، يمكنكِ رفع دعوى فسخ نكاح مباشرةً أمام المحكمة، وتذكرين فيها أنكِ تخشين عدم أداء الحقوق الزوجية ومستعدة لإعادة المهر.
السؤال الأهم: هل يجب عليكِ إعادة المهر في هاتين الحالتين؟
نعم، في الغالب، هذه هي النقطة التي تختلف فيها هذه الأسباب عن أسباب الضرر (كالضرب أو الهجر).
لماذا يجب إعادة المهر؟
لأن سبب إنهاء الزواج هنا نابع منكِ أنتِ (بسبب الكره أو خشيتكِ من التقصير)، وليس بسبب خطأ أو ضرر مباشر تسبب به الزوج. لذلك، ومن باب العدل، يجب أن تعيدي له ما دفعه من مهر.
ما هو المقدار الذي يجب إعادته؟ المادة (28) واضحة بأنه يجب إعادة “ما قبضته من المهر”، أي المهر الذي استلمتِه فعليًا ومسجل في عقد النكاح.
باختصار، يمكن اعتبار هذا النوع من الفسخ مشابهًا جدًا لـ “الخلع”، لكنه يتم عن طريق القاضي عندما يرفض الزوج المخالعة.
الفسخ للضرر مقابل الفسخ للكره: الفرق الجوهري
وجه المقارنة | الفسخ بسبب الضرر (ضرب، هجر، إلخ) | الفسخ بسبب الكره أو خشية التقصير |
المتسبب | الزوج (هو من ألحق الضرر) | الزوجة (هي من ترغب في الإنهاء لسبب شخصي) |
إثبات الخطأ | يجب إثبات الضرر بالأدلة (تقارير، شهود) | لا يتطلب إثبات خطأ على الزوج |
إعادة المهر (العوض) | بدون عوض (لا تعيدين المهر) | بعوض (يجب إعادة المهر) |
هذا الجدول يوضح الفارق الأساسي بين الحالتين، ولمعرفة تفصيلية بجميع الحالات التي لا يُطلب منكِ فيها إعادة المهر، يمكنكِ مراجعة دليلنا عن [متى يحق للقاضي فسخ النكاح بدون عوض؟].
هل ترغبين في استكشاف جميع أسباب فسخ النكاح؟
هذا المقال ركزنا بالتفصيل على [الفسخ بسبب كره الزوجة للزوج]، ولمعرفة قائمة كاملة بجميع الأسباب الأخرى التي أقرها نظام الأحوال الشخصية، يمكنكِ الرجوع إلى دليلنا الرئيسي الشامل، اقرئي الآن: [الدليل الشامل لأسباب فسخ عقد النكاح في السعودية]
أسئلة شائعة حول الفسخ للكره أو لخشية عدم أداء الحقوق
هذه مجموعة من الأسئلة العملية التي تصلنا باستمرار حول هذا النوع من الفسخ:
نعم، سيقبلها، وهذا هو جوهر هذا السبب للفسخ، فالمحكمة لا تبحث هنا إن كان الزوج “طيبًا” أم “سيئًا”، بل إن المحكمة تنظر في حالتكِ أنتِ. إذا أقررتِ أمام القاضي بأنكِ لا تطيقين العيش معه وتخشين أن تظلميه بسبب هذا الشعور، ومستعدة لإعادة المهر، فإن القاضي سيحكم بالفسخ، فالهدف هو منع الضرر المستقبلي المتمثل في “عدم إقامة حدود الله”.
لا، لا يُطلب منكِ إثبات الكره، فالكره شعور قلبي لا يمكن قياسه أو إثباته بدليل مادي، ويكفي إقراركِ ورغبتكِ الجازمة في الانفصال أمام القاضي، مع استعدادكِ لتحمل النتيجة المالية (إعادة المهر).
في حالة الفسخ بناءً على المادة (28)، فإن النص واضح: “على أن تعيد ما قبضته من المهر”، أي أن القاضي سيلزمكِ بإعادة المهر المسجل في العقد فقط، أما في حالة الخلع الرضائي (بالتراضي بينكما)، فقد يتفق الطرفان على مبلغ مختلف، سواء كان أقل أو أكثر من المهر.
هل ترغبين في إنهاء زواجكِ وترغبين في تمثيل نظامي قوي؟
نحن في شركة نوماس للمحاماة نكرس خبرتنا للقضايا الجادة التي نتولى تمثيلها، ونوضح لكِ حقوقكِ والتزاماتكِ بكل شفافية.
إذا كنتِ قد عزمتِ على رفع دعوى وتحتاجين إلى تمثيل نظامي احترافي، يمكنكِ التواصل معنا لبدء إجراءات قضيتك.
مقالات أخرى قد تهمك
1- أسئلة القاضي عند فسخ النكاح
2- فسخ عقد الزواج من قبل الزوجة: شروط الفسخ
3- فسخ النكاح لعلة بالزوج في السعودية: الأمراض والعيوب الموجبة للفسخ