الدعوى المقلوبة هي دعوى يُقيمها شخصٌ على آخر، يقول: “إن فُلانًا يزعم أن له عندي حقًّا، ولا حقَّ له عِندي؛ فأحلِفْني يا أيها القاضي على أنه ليس له حق، وأبرئني من دعواه التي يريد أن يقيمها ضِدي”! وسُمِّيَت مقلوبة لأن المُدَّعى عليه يصير مُدعيًا، والمُدَّعي يصير مُدَّعًى عليه.
هل تُسمَع الدعوى المقلوبة؟
فِقهًا: لا تُسمَع الدعوى المَقلوبة عند جمهور العُلماء؛ جاء في كشَّاف القِناع: “لا تُسمَعُ الدعوى المقلوبة على الصحيح من المذهَب“.
قضاءً: إن هذه الدعوى ليست محل نظر أمام الدوائر القضائية بالمحاكم السعودية؛ فقد اعتمدوا في ذلك رأيَ الجمهور، ومنعوا سماعها.
مثالها: زيدٌ أقرَضَ عَمرًا مَبلغًا من المال؛ فجاءَ عمروٌ إلى القاضي وقال له: “إن زيدًا يُريد أن يُطالِبَني بمبلغٍ من المال هو قرْضٌ عِندي، وأنا قد وعدتُه أن أؤدِّيَه له؛ فأبرئني من مُطالبتِه بالدَّين التي يُريد أن يُقيم دعوى بشأنها”.
متى يلجأ الخصم لادِّعاء قَلبِ الدعوى؟
- إذا لم يكُن لديه حُجةٌ يَدفَع بها المُطالبة.
- إذا كانت بيِّنتُه واهيةٌ غير موصلة.
- إذا علِمَ بثُبوتِ الحقِّ في ذِمته ويُريد المُراوغة وإطالة أمد التقاضي.
- إذا كان قد أقرَّ بثُبوتِ الحقِّ في ذمته، ويُريد أن يتحايَل على إقراره ليرجِع فيه.
- وغيرها من الصور؛ غير أن هذه أبرزها.
كيف يمكن الدفاع عن ادعاء الدعوى المقلوبة؟
يجب أن يتمسَّك بالآتي:
1- التكييف الذي كيَّفَت به الدائرة دعواك، بحيث تتمسُّك بأنه هو التكييف الصحيح البارز.
2- التمسُّك بالأصل؛ مثل: براءة الذمة، صحة العُقود، بقاء ما كان على ما كان، إعمال الكلام، لا يُنسَب لساكِت قول.
3- التمسُّك بإبراز أركان الدعوى؛ بحيث تدفَع بأن الدعوى استكمَلَت أركانها، وصحَّت فيها المُطالبة، وتحقَّقَت فيها الصفة والمصلحة، والمُطالبة بحوزة الخصم أو تحت يده.
تعرف على/ طريقة الاعتراض على الحكم