اتخاذ قرار فسخ النكاح هو خطوة جريئة، والخطوة التالية هي رفع الدعوى، وقد تبدو عملية رفع الدعوى عبر منصة “ناجز” مجرد خطوات إلكترونية، لكن الحقيقة أن كل خانة تملئينها وكل مستند ترفقينه هو إجراء نظامي دقيق قد يحدد مصير قضيتكِ بالكامل.
في هذا الدليل، سنوضح لكِ الخطوات العملية لرفع الدعوى، والأهم من ذلك، سنسلط الضوء على التفاصيل الدقيقة والأخطاء الشائعة التي تصنع الفارق بين دعوى قوية ودعوى مرفوضة.
قبل أن تبدئي: جهزي البيانات والمستندات
قبل الدخول إلى ناجز، تأكدي من أن كل هذه المعلومات والمستندات جاهزة بجانبكِ لتجنب أي أخطاء:
1. عقد الزواج (أو سجل الأسرة): هذا هو المرفق الإلزامي الأساسي. تأكدي من وجود نسخة واضحة منه.
2. بيانات عقد الزواج: تاريخ العقد، وقيمة المهر (المُستلم والمتبقي).
3. بيانات العلاقة: هل حصل دخول وخلوة شرعية أم لا؟
4. بيانات الأولاد: أسماؤهم وتواريخ ميلادهم (إن وجدوا).
5. محل إقامتك الحالي: هل هو في بيت الزوجية أم في منزل آخر.
6. العنوان الوطني لكِ.
7. أسباب طلب الفسخ: هذه هي أهم نقطة في دعواك. قبل أن تبدئي، من الضروري أن تكوني قد حددتِ السبب النظامي الأقوى لحالتكِ، ويمكنكِ مراجعة [الدليل الشامل لأسباب فسخ عقد النكاح] الذي أعددناه لاختيار الأساس الصحيح لدعواكِ.
خطوات رفع الدعوى عبر منصة ناجز (شرح عملي مع الصور)
الدخول إلى ناجز واختيار “القضايا” ثم “صحائف الدعوى” و”طلب جديد“، كما هو موضح بالصورة:
1. اختيار تصنيف الدعوى الصحيح
بعد ذلك سيتم نقلك تلقائي إلى صفحة تصنيف الدعوى، هنا اكتبي في خانة البحث “فسخ عقد زواج“؛ هنا سيتم تعبئة الحقول الأخرى (أحوال شخصية، دعاوى الزواج والفرقة) تلقائيًا، ثم اضغطي على “التالي” بأسفل يسار الصفحة.
خطأ شائع يجب تجنبه: اختيار نوع دعوى خاطئ (مثل “خلع” بينما الزوج رافض، أو “إثبات الطلاق” بدلًا من فسخ) هو من أول وأهم أسباب رفض الدعوى من الأساس قبل أن ينظر فيها القاضي.
2. إضافة أطراف الدعوى بدقة
بعد ذلك سيظهر لكي “أطراف الدعوى”، في “قائمة المدعين” اضغطي على إضافة، ثم اختاري خيار “جلب بيانات المدعي – أبشر”، واتبعي الخطوات وسيتم تعبئة بيانات المدعية تلقائيًا.
ثم بعد ذلك عودي لصفحة أطراف الدعوى، واضغطي على زر “إضافة” لقائمة المدعى عليهم، وقومي بتعبئة بيانات زوجكِ كـ “مدعى عليه” (اسمه ورقم هويته).
نقطة دقيقة: التأكد من صحة بيانات المدعى عليه 100 % هو أمر حاسم لضمان صحة إعلانه بالجلسات لاحقًا، أي خطأ قد يؤدي إلى رفض قيد الدعوى من جانب ناجز.
3. صياغة “موضوع الدعوى” (أخطر خطوة)
الخطوة: هذه هي الخانة التي ستكتبين فيها تفاصيل دعواكِ وأسباب طلبك للفسخ.
لماذا هي خطوة خطيرة؟ لأن ما تكتبينه هنا هو أساس قضيتكِ بالكامل، والصياغة العاطفية أو غير الدقيقة قد تضعف موقفكِ.
نصيحة خبير: يجب أن تكون صياغة الأسباب لغة نظامية لا عاطفية، فبدلاً من كتابة “زوجي يتجاهلني ولا يهتم بي”، يجب كتابة “امتناع المدعى عليه عن أداء واجباته الزوجية المتمثلة في المعاشرة بالمعروف مما سبب لي ضررًا نفسيًا يتعذر معه دوام العشرة، وذلك استنادًا للمادة (108) من نظام الأحوال الشخصية…”. هذه الصياغة الدقيقة هي أول ما يميز عمل المحامي الخبير.
بعدما تستكملين موضوع الدعوى كاملًا، اضغطي على “التالي“، ثم أضيفي المرفقات من عقد النكاح، والعنوان الوطني لكي، واضغطي تأكيد وإرسال.
وهنا نكون قد انتيهنا من مرحلة قيد الدعوى على ناجز، وننتقل إلى الإجراءات التي ستتم بعد ذلك.
رفعتِ الدعوى.. ماذا سيحدث بعد ذلك؟ (الطريق الحقيقي يبدأ الآن)
الضغط على زر “إرسال” ليس النهاية، بل هو بداية الطريق الذي يصبح فيه وجود محامٍ بجانبكِ ضروريًا:
1. مرحلة الصلح (جلسة شكلية غالبًا)
سيصلكِ موعد لجلسة صلح عبر الإنترنت، والهدف منها هو محاولة الإصلاح بينكما، في كثير من الأحيان لا يحضر الزوج، وبعد فشل المحاولة، يُصدر المُصلح تقرير “تعذر الصلح” وتُحال القضية للمحكمة تلقائيًا.
2. الجلسة الأولى أمام القاضي
هنا يبدأ العمل الجاد، سيطلب منكِ القاضي “تحرير الدعوى” (أي ذكر طلباتك وأسبابك شفهيًا وبدقة)، ثم سيسأل زوجكِ للرد على كلامكِ، ماذا ستفعلين إذا أنكر كل شيء؟ ماذا لو اتهمكِ بالنشوز؟ الاستعداد لهذه اللحظة هو دور المحامي، ولمساعدتكِ على التحضير، أعددنا دليلًا كاملًا عن أهم [الأسئلة التي يطرحها القاضي عند فسخ النكاح] عليكِ وعلى الزوج.
3. مرحلة “التحكيم” (قسم الخبراء)
إذا كانت أسبابكِ غير واضحة (100) % أو أنكرها الزوج، قد يقرر القاضي إحالة القضية لحكمين (من قسم الخبراء)، وسيحاول الحكمان الإصلاح مجددًا، وإذا فشلا، سيصدران تقريرًا يحددان فيه من المتسبب ويقترحان مقدار “العوض” (المهر) إذا وجد، وإن فهم متى يكون الفسخ بعوض ومتى يكون بدونه هو أمر في غاية الأهمية في هذه المرحلة، ويمكنكِ قراءة الشرح المفصل في مقالنا عن [متى يحق للقاضي فسخ النكاح بدون عوض؟].
نقطة نظامية حاسمة: تقرير الحكمين ليس مُلزمًا لكِ، فإذا فرض التقرير عليكِ إعادة المهر وأنتِ ترين أن الضرر من الزوج، يمكنكِ رفض التقرير، ولكن انتبهي، القاضي لا يستطيع أن يحكم بفسخ النكاح مع إلزامكِ بإعادة العوض إلا بموافقتكِ الصريحة، ورفضكِ للتقرير قد يؤدي لرفض الدعوى، لذلك؛ فإن الموازنة بين قبول التقرير أو رفضه والمجازفة برفض الدعوى هي استراتيجية يحددها المحامي الخبير.
4. مرحلة الحكم والاعتراض
بعد صدور الحكم الابتدائي، هناك 30 يومًا للاعتراض عليه من أي من الطرفين. إذا اعترض زوجكِ، ستنتقل القضية لمحكمة الاستئناف، وهذا يعني جلسات جديدة وإجراءات قد تكون أكثر تعقيدًا.
وعلى الجانب الآخر إذا كان الحكم الابتدائي غير صادر في صالحك، كما لو كان صادرًا بأن يشترط الفسخ بعوض؛ فهنا يكون من حقك [الاعتراض على الحكم]، والتطرق لإجراءات الاستئناف.
هل يمكنكِ القيام بكل هذا بمفردكِ؟
كما رأيتِ، رفع الدعوى إلكترونيًا هو مجرد 10 % من الطريق، والنجاح في قضية فسخ النكاح لا يعتمد على ملء الخانات، بل على:
- الصياغة النظامية الدقيقة لصحيفة الدعوى.
- القدرة على إثبات الضرر والرد على إنكار الزوج.
- التعامل مع تقارير الخبراء والمرافعات الشفهية أمام القاضي.
- الخبرة في إجراءات الاستئناف.
دور المحامي الخبير ليس في الضغط على أزرار “ناجز”، بل في بناء قضيتك على أساس نظامي متين، وتوقع دفوع الخصم، وتمثيلك بقوة في كل خطوة من هذا الطريق المعقد.
هل أدركتِ أن القضية أكبر من مجرد إجراء إلكتروني؟
استثماركِ في توكيل محامٍ هو استثمار في راحة بالكِ وضمان حقوقكِ، ونحن في شركة نوماس للمحاماة نكرس خبرتنا للقضايا الجادة التي نتولى تمثيلها، ونحمل عنكِ عبء هذه الإجراءات المعقدة.
إذا كنتِ قد عزمتِ على رفع دعوى وتحتاجين إلى تمثيل نظامي احترافي، يمكنكِ التواصل معنا لبدء إجراءات قضيتك.
مقالات أخرى قد تهمك
1- فسخ عقد الزواج من قبل الزوجة: شروط الفسخ
2- فسخ النكاح بسبب الضرر في السعودية: أنواعه وطرق إثباته
3- فسخ النكاح للكره في السعودية: متى تحكم المحكمة بالفسخ مع إعادة المهر؟