لقد نص المُنظِم السعودي على وجوب تنفيذ حكم الزيارة في مكان مهيأ ومناسب؛ حماية لنفسية المحضون ومصلحته؛ لذا نصت اللائحة التنفيذية لنظام التنفيذ (76/1) على أنه يتعين على قاضي الموضوع تحديد بلد الزيارة، ويحدد قاضي التنفيذ آلية نقل المحضون للزيارة، وكيفية الزيارة مكانًا، وصفةً؛ وذلك في حالة عدم اتفاق الأطراف أو عدم نص الحكم على ذلك.
أولًا: مكان زيارة المحضون
لقد حدد المُنظِم ماهية أماكن الزيارة المسموح بها في اللائحة التنفيذية لنظام التنفيذ (76/2)؛ إذ يُمكِن أن تكون الزيارة في الأماكن الآتي بيانها:
1- في مقر سكن المزور، أو سكن طالب التنفيذ في حال إذا كان بلده بلد المزور.
2- أو في سكن أحد أقارب المزور في البلد نفسه.
3- في حالة تعذر التنفيذ في الحالات السابقة؛ فتكون الزيارة في:
- الجهات الاجتماعية الحكومية.
- المؤسسات والجمعيات الخيرية المرخص لها.
- ما تراه الدائرة من الأماكن العامة وغيرها من الأماكن التي تتوفر بها البيئة المناسبة.
تعرف على/ مدة زيارة الأطفال بعد الطلاق
ثانيًا: الزيارة في بلد المحضون
من أولى المسائل التي تشغل بال الحاضن، سيما إذا كانت في بلد غير بلد طالب الزيارة؛ هل سيُضطر للانتقال من بلد لأخرى بالطفل عند تنفيذ الزيارة، متحملًا مشقة الطريق والانتقال ومرهقًا المحضون كذلك؟
بالطبع لا، حيث حرص النظام على حماية المحضون في أدق التفاصيل، ونص على أن يكون تقديم طلب الزيارة، وتنفيذ الزيارة في بلد المحضون، مخففًا من عاتق الحاضن والمحضون من مشقة الانتقال.
أما إذا لم يكُن طالب الزيارة يُقيم في نفْس بلد المحضون؛ فإن الزيارة عندئذ تُحدَّد وفق اتفاق الوالدَين، أو حسب ما تُقرِّره المحكمة، ولكن في العموم؛ طالب الزيارة هو الذي ينتقل للزيارة، ولا يُلزَم الحاضِن بحَمْل الطفْل إليه والتنقُّل به ليزوره في بلدٍ غير موطِن إقامة الطفل.
ولكن ليس هذا هو الخِلاف المتكرر بشأن مكان الزيارة، وإنما الخلاف هو أن الزائر يجِد مشكلات كثيرة عند الذهاب إلى بيت الطرف الآخر لروية ولده وزيارته؛ فماذا عساه أن يفعل عندئذ؟
اقرأ عن/ رفض المحضون زيارة والده للخوف
ثالثًا: تغيير مكان زيارة المحضون
فيما عُرِضَ علينا -وحصلْنا فيه على النتيجة المرجوة بفضل الله- أن الأب كلما ذهب إلى زيارة ابنته في بيت الأم؛ افتعَل أخو الأم -خال المحضونة- معه المشكلات، وحاوَل استفزازه، وربما تهكَّم عليه في الكلام، أو تطاوَل عليه بالألفاظ؛ ليضطره إلى التراشُق معه بالتلفُّظ أو الاشتباك معه بالأيدي؛ فتتخذ الأم من ذلك ذريعة لحِرمان الوالِد من الزيارة!
في هذه الحالة ونحوها؛ فإن المدعي [وقد تكون الأم هي التي تجد المشكلات بالفِعل] يُقيم دعوى مُطالبًا بتغيير مكان الزيارة؛ لما طرأ على الزيارة من أمور تُعكِّر صَفْوَها، وتجعلها رزيَّة ومُصيبة بدلًا من كونها بِشرًا وإسعادًا للمحضون؛
فيتقدَّم المدعي بهذه الدعوى، مبينًا أسبابه، واصفًا المشكلات والعراقيل التي تواجهه في مكان الزيارة، مُدعمًا ذلك بالأدلة والبينات؛ طالبًا تغيير مكان الزيارة، مُسميًا المكان الذي يريد التغيير إليه تحديدًا.
وللعِلم؛ توجد مراكز متخصصة في المملكة العربية السعودية، والمنتشرة في أنحاء المملكة كافةً؛ قد أُسِّسَت من أجل زيارة الطرف غير الحاضن للأطفال فيها، موفرةً البيئة المناسبة، مُقننةً الأمر بشكل إداري مُرتَّب، مُراعيةً مواعيد بدء الزيارة وانتهائها، وما إلى ذلك من ضوابط تكفُل الأريحية للوالدَين، بحيث يكون ذلك حقنًا لمشكلات حادثة، أو توقِّيًا لخِلافات محتملة في شأن الزيارة.